بالتأكيد كان أحد أغرب أنصاف النهائي على مدار تاريخ كأس العالم... ماتش للكبار فقط +١٨ وماتش بإشراف عائلي... ماتش في اتجاه واحد وماتش من غير إتجاه أصلاً... ماتش في حفلة أهداف وماتش كنا هنموت ويبقى فيه أهداف... منتخب لما صدق يستفرد بضعف منتخب تاني... ومنتخب إكتشف إن جماهيره والاحلام الوردية مش هتأهله للنهائي... ومنتخب الحظ مشي معاه إنه يوصل للنهائي... ومنتخب كان الحق بالنهائي لكنه ما استحقش يكسب الماتش... مدرب غبائه اتسبب بكارثه ومدرب عمل غلطة الشاطر إلي بألف... متناقضات كتير كانت موجودة في نصف النهائي و هنا هاتكلم على أهم الملاحظات عن الماتشين...
البرازيل وألمانيا:
لحد قبل الماتش ما يبدأ بثانيه مفيش حد عاقل كان ممكن يتوقع اللي حصل دة ولا حتى الالمان نفسهم... قلت في مقالي قبل الماتش إن البرازيل من غير نيمار وتياغو سيلفا هتبقى زيها زي الزمالك في الدورة الرباعية... ولكن جماهير البرازيل كانت النداهة ندهاهم وعندهم أمل انهم هيتأهلوا للنهائي على حساب ألمانيا وإن غياب نيمار وسيلفا مش هيكون مؤثر... طبعاً بعد أول نص ساعة من الماتش لما النتيجة بقت ٥-٠ اكتشفوا مدى سذاجة الاحلام دي وانهم بيشجعوا منتخب بترول أسيوط مش البرازيل.
قبل ما أتكلم عن ضعف البرازيل وأسباب انهيارها... لازم أتكلم عن الاداء القوي والانسيابي والمنضبط و"عديم الرحمة" لألمانيا... ألمانيا بلا شك قدمت واحده من أروع مبارياتها في تاريخها في كأس العالم... انك تكسب أكثر منتخب حاصل على البطوله على أرضه وسط جماهيره وفي نصف النهائي ٧-١ ده شيء من الخيال... ولكن أداء ألمانيا الأقرب للكمال خلال الماتش كان عمل كبير في تحقيق النتيجة دي...
ألمانيا لم تحتاج لخلق عشرات الفرص أو تسديد عشرات الكرات على المرمى عشان تحرز ال ٧ أهداف... إحصائيات ألمانيا في الماتش كان شبيهه بأي ماتش تاني ليها فالمونديال تقريباً ولكن نسبة نجاحها هي اللي كانت فوق العادة وده بسبب انضباطهم وتركيزهم العالي وأيضاً بسبب الوهم اللي البرازيل كانت عايشه فيه...
ألمانيا سددت ١٤ تسديده خلال المبارة على المرمى وسر نجاحها إن منهم ١٠ على المرمى جه منهم ٧ أهداف... في مقابل إن البرازيل سددت ١٨ تسديدة على منهم ٨ فقط على المرمى وبدون تشكيل أدنى خطوره على مرمى نوير وحتى الهدف اللي سجلوه نوير كان زهقان ساعتها تقريباً وخلي أوسكار يسجله عشان يخرجوا من الاستاد بسلام... نجاح ألمانيا كان في فعاليتها على المرمى... عملوا ١٢ فرصة تهديفية سجلوا منهم ٧ في مقابل ١٠ فرص للبرازيل معملوش منهم خطوره أصلاً... خلال الماتش ألمانيا نفذت ٦ كرات عرضية فقط نجح ٢ منهم في الوصول لمولر وكروس اللي سجلوهم في حين البرازيل نفذت ٢٠ كره عرضية إعتماداً على الكابتن فريد إنه يعمل حاجة ولكن كلهم كانوا عرضيات فاشله.
من جانب البرازيل بقى فإتجمعت كل عناصر الغباء والفشل في المدرب واللاعبين طبعاً الجانب الامل و الوهم الغير مبرر من الجماهير اللي مش فهم ازاي كانوا حاطين أمل على اللاعيبه دي ولا أنور سلامة إنهم
يكسبوا كأس العالم...
لو إنت مدرب مبتدئ ومعندكش أي خبره ولقيت نفسك خسران ٢-٠ في أول ربع ساعة أكيد هتستوعب إن فيه حاجة غلط وفي حد في الاعيبه أو التشكيلة مش راكبين على بعد... ولما تلاقي الهدف الثالث دخل مش لازم تستني لما الشوط الاول يخلص ب ٥ ويخلص معاه الماتش... فما بالك بمدرب منتخب بحجم البرازيل والمفروض إنه عنده خبره وفاز بكأس العالم قبل كده و إنتظر لحد الشوط التاني لم فكر يغير... يا برودك يا جدع... طبعاً لازم نفتكر إن سكولاري نفض للاعيبه في اختيارات تشكيل المونديال كان ممكن تنقذه في وقت زي ده... لوكاس مورا، لويس فيليبي، ميرندا، لوكاس ليفا، جوناس مهاجم فالنسيا، ليما مهاجم بنفيكا ولا كوتينهو مثلاً... ثانياً مش متخيل فكره إنه فضل برنارد لاعب شاختار دونستك على لاعب تشيلسي الاساسي وليان ولا راميريس حتى... وأنك تلعب قصاد خط وسط ألمانيا بثلاث لاعيبه منهم واحد فقط اللي بيدافع وسايب باولينهو بره... أكبر مثال على مدى ضعف فريد مهاجم البرازيل إن مارسيلو كان عامل خطورة أكثر منه... لما إنت عندك مهاجم فالكنافة زي ده كان هيحصل إيه لو لعبت بهالك مكانه ونزلت وليان من أول الماتش... ما إنت كده كده بتلعب من غير مهاجم...
كل النقط و الغباء ده من سكولاري كافية انها تخسره أي ماتش ولكن غباء بعد اللاعيبه في الملعب كمان أدي إلي وقوع الكارثة اللي حصلت... ديفيد لويز لعب أسوأ ماتش تقريباً في حياته واستهتاره بالمسؤولية اللي كانت عليه في غياب سيلفا أدت إلى كارثة دفاعية في وجود دانتي اللي كان مش موجود تقريباً... مارسيلو كان عامل أداء هجومي مش وحش ولكن اتنسى في ظل الكارثة الدفاعية اللي كان جزء منها... وطبيعي تلاقي جوستافو وفيرناندينهو تايهين بين ثلاثي وسط ألمانيا "الاتوبيس خضيره، الجزار شفاينيشتجر والمخ اللي بيحركهم كروس"... أما فريد وهالك فخسارة فيهم الكلام أصلاً... بالإختصار البرازيل نسيت تلعب الماتش زي الفيديو ده:
خلاصة الكلام... منتخب البرازيل ده بالإجماع هو أسوأ أجيال البرازيل ولم يستحق الامل أو مؤازرة الجماهير ليه... الهزيمه المذلة دي المفروض تخليهم يعيدوا النظر في اختيارات اللاعيبه وأحقيتهم بتمثيل القميص اللي لبسه عظماء قبلهم... والأهم إختيار مدرب صغير عنده شخصية وفكر متطور وطموح وذكي مش ماشي بركة دعاء الوالدين.
هولندا والارجنتين:
ماتش التكتيك لدرجة الملل والفكر لدرجة الخوف من الخسارة... فان جال كان بيلعب Football Manager طول الماتش و باسيلا بقصد أو من غير قصد نزل بتشكيل صعب جداً مهمة هولندا وقفل كل مفاتيح لعبهم... الماتش كان متوازن جداً سواء هجومياً أو دفاعياً والتفوق كان للمدافعين وخط الوسط المدافع من المنتخبين وخصوصاً فلار وماسكيرانو.
الشغل الشغل لكل مدرب إنه ازاي يقضي على خطورة مفاتيح لعب التاني... ونجحوا في ده على مدار ١٢٠ دقيقة إلا في لقطات محدودة... سابيلا عرف ازاي بماسكيرانو وجاراي وديميكيلس إنه ميفتحش مساحات لروبن ولا فان بيرسي وبالتالي انعدمت تقريباً خطورة هولندا إلا في كره واحدة لروبن وانقذها ماسكيرانو في أخر لحظة... وأيضاً بان جال سيطر سيطره شبه تامه على عناصر هجوم الارجنتين عشان خطة ٣٥٢ بإستمرار اعطت أفضلية عددية لدفاع هولندا في كل موقف ومعدتش غير كرتين بس لبلاسيو اللي رجعه زي أحسن مدافع لسليسين ورودريجيز اللي سدد في أيد سليسين.
المنتخبين سددوا ١٥ مره على المرميين خلال ١٢٠ دقيقه من اللعب... يعني أكتر بكره واحدة من إلي سددته ألمانيا في ٩٠ دقيقة على مرمى البرازيل... كل منتخب صنع ١٩ كره عرضية نجاح منها ٢ فقط لهولندا و ٥ للارجنتين... في حين مباراه لمدة ١٢٠ دقيقه صنع فيها ٧ فرص للتهديف فقط (٢ لهولندا و ٥ للارجنتين) تدل على مدى الحرص الدفاعي للمنتخبين
وانحسار اللعب في نص الملعب أكثر الوقت.
الارجنتين ركزت تقريباً ٧٥٪ من هجماتها من ناحية اليمين عن طريق انزو بيريز أو لافيتزي اللي كان بيبدل معاه وهنا تدخل فان جال بذكائه المعتاد وخرج مارتنز إندي اللي خد إنذار من كتر الضغط ونزل جانمات مكان كاوت وبعت كاوت للناس اللي بتهاجم من شمال هولندا دول وفعلاً كاوت من الشمال وجانمات من اليمين أنهوا بشكل كبير خطورة هجوم الارجنتين... في المقابل غياب دي ماريا كان واضح أثره بشكل كبير على الارجنتين ولكن باسيلا إختر بديل مناسب "انزو بيريز" وحافظ على نفس الخطة ٤٢٣١... بيريز كان نشيط وسبب قلق لهولندا من ناحية اليمين طوال الشوط الاول وكان أحسن من ماكسي رودريجز لما نزل الشوط التاني.
المثل "غلطة الشاطر بألف" تجسد في اللحظة اللي قرر فيها فان جال إنه يبدل فان بيرسي بهونتلار عشان يجازف بالهجوم في الشوطين الإضافيين من أجل إحراز هدف الفوز... طبعاً لو المجازفه دي كانت نجحت كان فان جال هيذكر إنه أحسن مدرب في العالم ولكن لإنها كلفته خسارة تغيير وعدم نزول تيم كرول عشان ضربت الجزاء فهي أكبر غلطة فالمونديال وكلفته خروج غير مستحق.
أحد عوامل خروج هولندا هي الخوف الغير مبرر وعدم تركيزهم خلال ضربات الترجيح على الرغم أنهم انهوا المبارة في لياقه بدنية ممتازه... البعض ممكن ينتقد الدفع بفلار إنه يسدد ضربة الترجيح الأولى ولكن في رأيي كان قرار صح جداً من فان جال عشان فلار كان أحسن لاعب في هولندا فالماتش وكان في قمة تركيزه طول الماتش ولكنه سدد كرة بسذاجه أمام حارس ممتاز... وأحد غلطات فان جال إنه ما طلبش من اللاعيبه تغير زوايا التسديد عشان عارف إن روميرو هيكون مذاكرهم كويس عشان كان بيدربه في ايندهوفن.
خلاصة الكلام... هولندا لم تعمل بالشكل الكافي هجومياً من أجل التأهل وانشغلت زياده عن اللزوم بمحاصرة ميسي وهجوم الارجنتين... والارجنتين حاصرت روبن وفان بيرسي بشكل كويس وهاجمت على قد الفرص المتاحه ولكن في النهاية البطل كان ماسكيرانو في ال ١٢٠ دقيقة وروميرو قادهم للنهائي في ضربات الترجيح.
تابعوني على:
No comments:
Post a Comment